السقوط في بئر الخيانة..

السقوط في بئر الخيانة.. حكايات التخابر مع إسرائيل

السقوط في بئر الخيانة.. حكايات التخابر مع إسرائيل تعود من المنوفية.. شقيق المتهم الأول: «اعتبرناه مات يوم القبض عليه».. هاجر لإيطاليا بحثا عن المال فعاد جاسوسا.. زوجته: لا نعرف عنه شيئا منذ 7 سنوات

الخميس 27/فبراير/2014 - 07:00 م

محمود عيد

قصص وحكايات الجاسوسية لا تنتهي حتى في أيام السلم، خاصة وأن هناك من توقفت عقولهم عند حد المال بأي طريقة حتى لو كان ذلك عبر بيع ضمائرهم وأوطانهم بأي ثمن.

مؤخرا عادت من جديد ملفات التخابر مع جهاز الموساد الإسرائيلي لتبث سمومها في أوصال الوطن على أيدي أشخاص باعوا ضمائرهم من أجل حفنة من الدولارات، ولكن هذه المرة على أيدي اثنين من محافظة المنوفية. 

المتهم الأول في القضية والذي لم يعرفه الكثير من أهالي قريته يدعى " رمزى محمد أحمد الشبينى " يبلغ من العمر 48 عاما من قرية البتانون التابعة لمركز شبين بمحافظة المنوفية ويشتهر باسم " عبد الله أبو الفتوح الشبينى " حاصل على دبلوم صناعى من المدرسة الثانوية الصناعية بشبين عمل بتجارة الخردوات ثم عمل بأكثر من مهنة واستقر على مهنة " النقاشة " ينتمى إلى أسرة متوسطة الحال يشتهرون بالتجارة ولديهم محال بقالة وتموين، والداه متوفيان وهو الأخ الأوسط لـ 6 أشقاء " 4 أولاد وبنتان ".

يروى " رضا " شقيق المتهم قصة شقيقة قائلا: "سافر شقيقى إلى إيطاليا بهجرة غير شرعية عبر سفره إلى ليبيا في 2008 ثم بعد ذلك هاجر بشكل شرعى بعد أن تملك الأموال التي يسافر بها ويعود، ودائما ما حلم بالثراء السريع، وقال إنه متغيب عن المنزل منذ 4 أشهر ولا يعلمون عنه شيئا؛ وعلموا بما حدث واتهامه بالتخابر من وسائل الإعلام قائلا " نحن متبرئون منه " لأنه خائن لوطنه وأهله، فيما أعلنت العائلة تبرأها الكامل منه معتبرين هذا اليوم هو تاريخ وفاته، وأنه كان يمكن الدفاع عنه والسؤال عليه في أي قضية أخرى إلا هذه القضية.

وقال أحد الجيران إن " الشبينى " دائما ما كان سيئ السلوك ويتطلع للثراء بشكل سريع بخلاف أنه كان يحب المتعة الحرام وتزوج على زوجته وكان له علاقة غرامية بالمتهمة الثانية معه في القضية وأنها حضرت حفل زفاف ابنته، وحبه للمال والمتعة دفعه للسقوط في بئر الخيانة والتخابر مع إسرائيل ضد مصر. 

أما زوجة المتهم " فريـال م " والتي تعمل موظفة بالجمعية الزراعية بالقرية قالت: "تزوجت منه منذ 25 عاما ولدي بنتان وولد ومنذ بداية زواجى به ونحن في صراع متواصل وخلافات بسبب سوء سمعته وسلوكه السيئ وبحثه عن المتعة دائما ولهثه وراء السيدات، بالإضافة إلى أنه كان له علاقات غرامية وتزوج عليّ " موظفة أخرى " وأنجب منها طفلا في الصف الأول الإعدادى، وإنه لم يكن يعمل قبل السفر كثيرا ودائما ما كان يقترض منها الأموال حتى بعد عودته من السفر ولم يكن ينفق على المنزل، وأنا كنت أسعى على مستقبل أولادى. 

فيما لم يظهر أي علامات للدهشة على عائلة زوجة المتهم، والذين كانوا على يقين كما قال أحدهم " إنهم كانوا يتوقعون تورطه في أي شيء لسوء سلوكه ولم يتفاجئوا مما سمعوه " فيما أضاف شقيق زوجته أنهم لم يكونوا يقبلون بحياة أختهم معه وقد انفصلت عنه منذ فترة وعادت له مرة أخرى من أجل أولادها.

وكشفت زوجة المتهم أنه كان على علاقة بسيدة من مدينة شبين الكوم منذ 7 سنوات، وكان دائم التردد عليها وفى الفترة الأخيرة أخذ كل متعلقاته ومنذ ذلك الوقت لم تعلم عنه شيئا، وهذه السيدة هي المتهمة الثانية في قضية التخابر مع إسرائيل.

المتهمة الثانية في القضية والتي كانت ترتبط بعلاقة وطيدة مع المتهم منذ أكثر من سبع سنوات كما أكد الأهالي، تدعى " سحر إبراهيم محمد السيد سلامة" 40 عاما، حاصلة على دبلوم تجارة ثم التحقت بكلية الحقوق بالتعليم المفتوح إلى أن حصلت على ليسانس الحقوق، وكانت تعمل سكرتيرة في أحد مكاتب المحاماة، لم تتزوج وتعيش في منزل آخر، والدها " إبراهيم سلامة " 60 سنة صاحب كشك سجائر ومسجل خطر سرقات وضرب، ولديها شقيقان " علاء " 35 سنة مسجل خطر و" محمد" 26 سنة و" سلوى " 35 سنة مسجلة آداب ووالدتها تجلس بكشك أعلاف وسجائر في منزل صغير ملكهم بالحى القبلى.

لم يقبل أحد الحديث عنها سوى القليل من جيرانها والكل يبتعد عنها دون أن يعلموا من وسائل الإعلام بما حدث فالكل يتجنب العائلة لأن والدهم مسجل خطر _ على حد قولهم _ والأهالي تسمع عنهم الكثير مما يحعلهم يخشون التعامل معهم قائلين " سلام عليكم مابنقولهاش لهم "، وقال أحد الجيران أنه منذ شهر تقريبا في الثالثة عصرا فوجئ أهالي المنقطة " شارع خلف " التي تسكن فيها المتهمة بسيارات ملاكى وبعض القوات طالبوهم بإغلاق المحال والأبواب وقاموا بإخلاء الشارع بالكامل من الأهالي والمارة وقاموا بالقبض على سحر التي رأوها من خلف النوافذ في قبضتهم إلى قارعة الطريق حيث مدرعة كانت تغلق الشارع بالكامل. 

ووسط حالة من الذهول والحسرة جلست والدة المتهمة أمام الكشك الذي يملكونة بالحى القبلى بجوار مدرسة الوعى القومى بشبين الكوم ولم تصدق ما حدث لابنتها رافضة التعليق على ما سمعته مؤكدة أنها لا تستطيع أن تجزم بأنه حقيقة أو أنه غير حقيقى قائلة " الله أعلم " لافتة إلى أنها تقدمت بشكوى للنيابة منذ القبض عليها للكشف عن مكانها وعن التهم الموجهة إليها. 

فيما أكملت " سلوى " شقيقة المتهمة في القضية إغلاق الموضوع بعدم التكلم بأي شىء وأمر والدتها بألا تتحدث مع أي أحد وقالت لن نتكلم في أي شىء، كما أكمل أحد المحامين التي كانت تعمل معه المتهمة، والذي أكد أنها كانت تعمل معه منذ أكثر من 4 سنوات رافضا التحدث عن أي شىء بالموضوع. 

من جانبه أكد عمرو عنتر المحامى الموكل للدفاع عن المتهمة، أن إجراءات القبض الباطل على موكلته ستبطل كل ما تلته من إجراءات، مشيرا إلى أنه في انتظار تصوير القضية من أجل الوقوف على تسجيل تاريخ القبض على المتهمة والذي تخطى يومه الـ60 منذ القبض عليها قبيل اتهامها بالتخابر.

وأضاف عنتر إلى أنه متأكد من براءة موكلته وأنه سيسعى بكل الطرق القانونية لإثبات براءتها، وأنه إذا شك ولو للحظة واحدة في تخابرها مع إسرائيل سيكون أول المتنازلين على الدفاع عنها. 

يذكر أن النائب العام قد أمر بإحالة كل من رمزى محمد أحمد الشبينى وسحر إبراهيم محمد سلامة وصموئيل بن زائيف ودافيد وايزمان الضابطين بجهاز الموساد الإسرائيلى، إلى محكمة جنايات القاهرة، وذلك لارتكاب المتهمين الأول والثانى جرائم السعى والتخابر لمصلحة دولة إسرائيل وإمداد المتهمين الثالث والرابع بالمعلومات الداخلية للبلاد، بقصد الإضرار بالمصلحة القومية مقابل الأموال والهدايا العينية التي حصلا عليها، ومعاشرة المتهم الأول لسيدات من عناصر الاستخبارات الإسرائيلية جنسيا، وكشفت التحقيقات التي أجرتها النيابة العامة أن المتهم الأول توجه إلى دولة إيطاليا بحثا عن عمل، وفى غضون عام 2009، سعى من تلقاء نفسه للتخابر مع دولة إسرائيل أملا في الحصول على أموال باهظة، وأرسل عدة رسائل عن طريق الفاكس إلى رئيس جهاز الموساد عبر السفارة الإسرائيلية، كتب بها بياناته التفصيلية، وأعرب فيها عن رغبته في التعامل مع المخابرات الإسرائيلية وحبه لدولة إسرائيل واستعداده التام لإمداد جهاز الموساد بما يتوافر لديه من معلومات عن المجتمع المصرى ومؤسساته.